حكم صلاة الجمعة إذا كان يوم عيد
صفحة 1 من اصل 1
حكم صلاة الجمعة إذا كان يوم عيد
الاخوة الكرام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اليكم بحث مختصر مفيد
حول
حكم صلاة الجمعة يوم العيد
أسأل الله أن ينفع به
و لا تنسونا من صالح دعائكم
حكم صلاة الجمعة إذا كان يوم عيد
كتبه الشيخ /عمر عبد الخالق في 5 ذو الحجة 1430
بسم الله والحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم
أما بعد/
قد كثرت الأسئلة فى مسألة اجتماع الجمعة والعيد فى يوم واحد ، هل تجزىء صلاة العيد عن صلاة الجمعة أم لابد من صلاة الجمعة على من تجب عليه ؟
أقول إجابة عن هذا التساؤل . سائلا الله التوفيق والسداد / لقد ذهب جمهور أهل العلم بأن صلاة العيد لا تنوب عن صلاة الجمعة وهذا قول الائمة الثلاثة أبى حنيفة ومالك والشافعي والظاهرية وأتباعهم ومن الائمة من رخص فى ترك الجمعة لمن حضر صلاة العيد ويصلى الظهر بدل الجمعه مع اشتراطهم عدم تعطيل مساجد الجمعه ومن هؤلاء الإمام أحمد ومن وافقه وشذ بعضهم بقولهم بسقوط الجمعه والظهر عن من صلى العيد بل قال بعضهم تسقط الجمعة يوم العيد عن الجميع من صلى العيد ومن لم يصل ، فهذا قول لا يصح كما سيأتي
قد كثرت الأسئلة فى مسألة اجتماع الجمعة والعيد فى يوم واحد ، هل تجزىء صلاة العيد عن صلاة الجمعة أم لابد من صلاة الجمعة على من تجب عليه ؟
أقول إجابة عن هذا التساؤل . سائلا الله التوفيق والسداد / لقد ذهب جمهور أهل العلم بأن صلاة العيد لا تنوب عن صلاة الجمعة وهذا قول الائمة الثلاثة أبى حنيفة ومالك والشافعي والظاهرية وأتباعهم ومن الائمة من رخص فى ترك الجمعة لمن حضر صلاة العيد ويصلى الظهر بدل الجمعه مع اشتراطهم عدم تعطيل مساجد الجمعه ومن هؤلاء الإمام أحمد ومن وافقه وشذ بعضهم بقولهم بسقوط الجمعه والظهر عن من صلى العيد بل قال بعضهم تسقط الجمعة يوم العيد عن الجميع من صلى العيد ومن لم يصل ، فهذا قول لا يصح كما سيأتي
فحجة الجمهور الذين أوجبوا صلاة الجمعة على من تجب عليهم هي : عموم أدلة وجوب صلاة الجمعة كقوله تعالى : ( فإذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فا سعوا إلى ذكر الله و ذروا البيع... ) الآية وذلك في كل جمعة وعلى كل من تجب عليه الجمعه والأحاديث الصحيحة الدالة على وجوب صلاة الجمعة والتحذير من التخلف عنها بغير عذر كحديث أبى هريرة رضي الله عنه فى صحيح مسلم قال صلى الله عيه وسلم : ( لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين ) وقد ثبت اجتماع الجمعة والعيد فى يوم واحد فصلاهما النبي صلى الله عيه وسلم بالصحابة ولم يثبت أنه رخص لأحد فى ترك الجمعة فى هذه الرواية الصحيحة من حديث النعمان بن بشير قال : كان رسول الله صلى الله عيه وسلم يقرأ فى العيدين وفى الجمعة بسبح أسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية قال وإذا أجتمع العيد والجمعة فى يوم واحد يقرأ بهما أيضا فى الصلاتين . رواه مسلم وغيره . فاحتجوا أن الجمعة فريضة بالقران والسنة وإجماع الأمة فلا يجوز ترك جمعة واحده الا بشرع ثابت . لان ما ثبت بيقين لا يزول إلا بيقين مثله وقالوا فالآثار التي أستدل بها من رخص فى ترك الجمعة إذا اجتمعت مع العيد لا تقوم بها الحجة إما لضعف أسانيدها أو لعدم صراحة دلالتها على المسألة . فمما أحتج به مرخصوا ترك الجمعة يوم العيد ما رواه الإمام أحمد وأبو داوود و أبن ماجه والنسائي والحاكم وغيرهم عن طريق إياس بن أبى رملة الشامي قال : شهدت معاوية وهو يسأل زيد بن أرقم قال : أشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا فى يوم ؟ قال نعم ، قال كيف صنع ؟ قال : صلى العيد ثم رخص فى الجمعة فقال : ( من شاء أن يصلى فليصل ) وهذا الحديث ضعيف لان فى إسناده إياس بن أبى رملة قال فيه الذهبي والحافظ بن حجر : أنه مجهول وكذا قال الشوكانى فى نيل الأوطار والبسام في توضيح الأحكام وكذا مما أحتج به مرخصوا ترك الجمعة ما رواه أبو داوود وابن ماجه وغيرهما من حديث أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال قد اجتمع فى يومكم هذا عيدان ، فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمّعون) هذا الحديث أيضا ضعيف لان فى إسناده بقية بن الوليد فقد تكلم فيه أهل العلم وأقل ما قيل فيه أنه يدلس كثيرا على الثقات كما قال الحافظ وغيره وقد صح عن الإمام أحمد والدار قطني أن هذا الحديث مرسل والمرسل ضعيف وعليه فقد سقط الاحتجاج بالحديثين أعلاه . ومن حججهم ما رواه عطاء أنه اجتمع يوم جمعة ويوم فطر على عهد ابن الزبير فقال : عيدان اجتمعا فى يوم واحد فجمعهما جميعا فصلاهما ركعتين بكرة ثم لم يزد عليهما حتى صلى العصر . وفى رواية قال : صلى بنا ابن الزبير فى يوم عيد فى يوم جمعة أول النهار ثم رحنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا صلينا وحدانا وكان ابن عباس بالطائف فلما قدم ذكرنا ذلك له فقال : أصاب السنة ، قال الشوكانى رجاله رجال الصحيح .
وفى رواية عن طريق وهب بن كيسان قال : إجتمع على ابن الزبير عيدان فأخر الخروج حتى تعالى النهار ثم خرج فخطب فأطال الخطبة ثم نزل فصلى ركعتين ولم يصلي بالناس يومئذ الجمعة فذكر ذلك لابن عباس فقال أصاب السنة ثم ذكر قول ابن عباس لابن الزبير فقال هكذا رأيت عمر رضي الله عنه . قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر فى التمهيد هذا الحديث أضطرب فى إسناده هـ. بل هو مضطرب متناً واسناداً.
وعن عثمان رضي الله عنه أنه صلى العيد فخطب فقال : قد اجتمع لكم فى يومكم هذا عيدان فمن أحب من أهل العالية أن ينتظر الجمعة فلينتظرها ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له.)رواه مالك في الموطأ. والعوالي هي أطراف المدينة فلربما الذين أذن لهم عثمان بالذهاب ممن لم تجب عليهم الجمعة كما ذكرذلك الخطابي وابن عبد البر وغيرهم وقال الخطابي صنيع ابن الزبير لا يجوز عندي أن يحمل الا على مذهب من يرى تقديم صلاة الجمعة قبل الزوال وكذا قال صاحب منتقى الأخبار .. ابن تيميه الكبير.
أما من قال بسقوط صلاة الجمعة والظهر عمن صلى العيد أو عن الجميع فقول بعيد عن الصواب فقال ابن عبد البر فى الاستذكار : (فقد روى فى هذا الباب عن ابن الزبير وعطاء قول منكر أنكره فقهاء الأمصار ولم يقل به أحد منهم ) انتهى. يقصد سقوط الجمعة والظهر . فبعد هذا الإستقراء للنصوص وأقوال أهل العلم يتضح جلياً أن الراجح وجوب صلاة الجمعة على من تجب عليه و لو اجتمعت مع العيد لعدم الدليل الناهض باستثناء جمعة العيد ولا يجوز بأي حال من الأحوال تعطيل المساجد عن صلاة الجمعة يوم العيد فقد تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاهما وغاية ما ذكره المرخصون أن ترك الجمعة يوم العيد يجوز لمن حضر صلاة العيد فيصلي الجمعة ظهراً إن شاء ولكن لا يجوز عندهم تعطيل المساجد عن الجمعة,بل لابد من أن يقيم إمام الجمعة وبعض المسلمين معه الجمعة حتى لاتتعطل المساجد؛ فهذا الشيخ عبد العزيزبن باز رحمه الله يقول الواجب على إمام الجمعة وخطيبها أن يقيم الجمعة ويصلى بمن حضر فقد كان النبي صلى الله عيه وسلم يقيمها يوم عيد ..... إلى أن قال من حضر صلاة العيد ساغ له ترك الجمعة ويصلي ظهراً فى بيته أو مع بعض إخوانه إذا كانوا قد حضروا صلاة العيد وإن صلى الجمعة مع الناس كان أفضل وأكمل . الفتاوى ) وكذا قال الشيخ البسام فى كتابه توضيح الأحكام . )
فلو ذهبنا نستقصي كلام العلماء فى هذا الباب لطال البحث ولذا نكتفي بما تقدم والعجب كل العجب ممن يصرّون على ترك الجمعة إذا كان يوم عيد وحضهم الآخرين على تركها والتشديد فى ذلك كأنّ صلاة الجمعة يوم عيد، منكر وبدعة!! فالعدل أن يبين العالم للناس فى مثل هذه المسائل النصوص الواردة وأحوالها وكلام أهل العلم وما ترجح عنده دون أن يثرّب على الآخرين .
ألا فليتق الله هؤلاء الذين يحيلون بين المسلم وبين صلاة الجمعة ويتسببون فى تعطيل المساجد . والله تعالى أعلم وهو ولي التوفيق.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى