مبارك يطلق رسميا أولي خدمات تسجيل نطاق‏(0‏ مصر‏)‏ باللغة العربية علي الإنترنت

وتقع المنطقة التكنولوجية الاستثمارية علي مساحة‏75‏ فدانا وتسهم في تطوير وزيادة تصدير خدمات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات للخارج من خلال شركات تكنولوجيا المعلومات المصرية والعالمية المتخصصة في تصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات بنظام التعهيد‏,‏ حيث يأتي إنشاء هذه المنطقة الاستثمارية التكنولوجية لمواجهة الطلب المتزايد علي هذه الصناعة وتصدير الخدمات التكنولوجية بجميع أنواعها لعملاء الشركات الأجنبية والمحلية حول العالم من مصر‏.‏

استمع الرئيس مبارك إلي شرح من الدكتور طارق كامل علي ماكيت تصميم المشروع حول المنطقة التكنولوجية بالمعادي التي تعد أول منطقة استثمارية تقام بالتعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة الاستثمار ومحافظة القاهرة بعد صدور التعديل الأخير في قانون الاستثمار في مايو‏2007,‏ وبناء علي قرار رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف في عام‏2008.‏

ووجه الرئيس بضرورة دعم الموازنة العامة للدولة من الدخل الذي توفره القرية الذكية والمنطقة الاستثمارية التكنولوجية‏.‏ كما وجه الرئيس بإنشاء مثل هذه المراكز التكنولوجية المهمة في المدن المصرية المختلفة‏.‏

وتشدد الرئيس ـ خلال استعراض وزير الاتصالات المنطقة الاستثمارية التكنولوجية ـ علي أهمية دعم الخدمات البريدية علي مستوي الجمهورية وتسهيل لجميع المواطنين‏.‏

وضرورة الاهتمام بمراكز التدريب الفنية وزيادتها بمختلف المحافظات لما لها من أهمية في دعم الصناعة المصرية‏.‏

وطالب الرئيس مبارك بضرورة الاهتمام بالعمالة الماهرة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاهتمام ببرامج تدريب العمالة لتشغيل الشباب لمواجهة مشكلة البطالة‏.‏

ودعا الرئيس إلي شرح الخدمات التي تقدمها المناطق الاستثمارية التكنولوجية سواء في القرية الذكية في مدينة‏6‏ أكتوبر أو بالمعادي الجديدة حتي يستطيع المواطن العادي فهم واستيعاب المصطلحات التكنولوجية ومفردات لغة العصر حتي يمكن للمواطنين استيعابها‏.‏

وأكد الرئيس مبارك الاهتمام بجذب الاستثمارات الأجنبية خاصة في القطاعات الواعدة في مصر مثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات‏.‏

واستفسر الرئيس مبارك عن ملكية الأرض المقامة عليها المنطقة التكنولوجية في المعادي الجديدة وعما إذا كان قد تم دفع ثمن الأرض للدولة أو لا ورد الدكتور نظيف بأن هذه الأرض والأرض المقامة عليها القرية الذكية في ‏6 ‏ أكتوبر قد تم تخصيصهما في الستينيات لوزارة الاتصالات وأنه يتم إيجار المباني بهما بنظام حق الانتفاع وليس التمليك وأن العائد منهما يدخل خزانة الدولة‏..‏ وهنا أشار الرئيس مبارك بضرورة تسديد جميع الإيجارات إلي وزارة المالية‏,‏ وعلق الرئيس مبارك مداعبا‏:‏ إن أكثر الوزراء كراهية في العالم هم وزراء المالية‏.‏

وخلال شرح وزير الاتصالات لتطوير شبكات المحمول في مصر‏,‏ استفسر الرئيس مبارك عن عدد مستخدمي التليفون المحمول وعن متوسط ما يدفعه المستخدم‏,‏ قال طارق كامل إن عدد مستخدمي المحمول في مصر قد بلغ‏60‏ مليون مستخدم وأن متوسط ما يدفعه المستخدم هو‏42‏ جنيها شهريا و‏500‏ جنيه سنويا وهنا علق الرئيس مبارك‏:‏ إذا كان هناك‏20‏ مليونا فقط من‏80‏ مليونا من الفقراء فهؤلاء مقدور عليهم‏.‏

واستفسر الرئيس مبارك عما إذا كانت هيئة البريد لا تزال تعمل في مجال التوفير والودائع الادخارية كما كان هو الحال في الماضي‏..‏ فرد الدكتور أشرف زكي رئيس هيئة البريد بأن الهيئة تقدم جميع الخدمات المالية علي الإقراض فتقوم بفتح دفاتر التوفير للأفراد والقيام بالحوالات المالية في أسرع وقت‏,‏ مشيرا إلي أن قيمة المدخرات في دفاتر البريد بلغت‏82‏ مليار جنيه كما بلغت قيمة الحوالات‏5‏ مليارات جنيه العام الماضي كما أن عدد المشتركين في دفاتر التوفير بلغ‏20‏ مليون مشترك‏..‏ كما عقب الدكتور نظيف قائلا إنه في عصر التكنولوجيا تصل الآن الحوالات البريدية إلكترونيا في اللحظة نفسها‏.‏

واستفسر الرئيس مبارك عن الفرق في التشطيبات الخارجية بين القرية الزكية وهذه المنطقة الاستثمارية الجديدة‏..‏ فقال الدكتور طارق كامل انه قد تمت اقامة المنطقتين بمستويات تشطيب مختلفة لجذب الشركات العالمية بمختلف مستوياتها كما استفسر الرئيس مبارك عما اذا كان سيتم اقامة مناطق مختلفة في محافظات اخري فقال وزير الاتصالات انه يجري التخطيط لاقامة عدة مناطق في الاسكندرية والمنصورة وأسيوط ولكن بحجم اصغر نسبيا‏,‏ وانه يجري حاليا التنسيق مع المحافظين لتوفير الاراضي والكوادر البشرية المؤهلة‏.‏

تطوير البنية التحتية
ثم شاهد الرئيس مبارك شرحا تفصيليا علي شاشات البروجكتور العملاقة ثلاثية الأبعاد حيث استعرض الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خطة تطوير صناعة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات التي تنفذها الوزارة بالتعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات ومع الشركات الخاصة الوطنية والعالمية‏,‏ والتي تشمل تطوير البنية التحتية لخدمات الاتصالات في مصر‏,‏ حيث بلغ متوسط معدل النمو في القطاع‏13%‏ في الاعوام الثلاثة الماضية‏,‏ كما بلغ حجم القطاع‏40‏ مليار جنيه سنويا تمثل حوالي‏3,3%‏ من اجمالي الناتج المحلي في مصر‏.‏ وأوضاف الوزير ان هذا القطاع قد ادر علي الخزانة العامة للدولة عائدات مقدارها‏35‏ مليار جنيه في السنوات الخمس الماضية منذ بدء البرنامج الانتخابي الرئاسي في عام‏2005‏ كما أنه لايزال يساهم بحوالي خمسة مليارات جنيه كعائدات للخزانة العامة للدولة‏.‏

وركز الوزير في عرضه علي محور التوسع في انشاء مناطق الاعمال التنكولوجية بالقاهرة الكبري وبالمحافظات‏,‏ ورفع صادرات خدمات تكنولوجيا المعلومات من‏200‏ مليون دولار عام‏2005‏ إلي‏1,1‏ مليار دولار في نهاية‏2010,‏ وربط قطاع الاتصالات المصري بعجلة الابداع العالمي وريادة الاعمال‏,‏ وزيادة فرص العمل المباشرة في القطاع من خلال دعم الصادرات التكنولوجية إلي‏35‏ ألف فرصة عمل مباشرة‏,‏ و‏90‏ ألف فرصة عمل غير مباشرة‏.‏

مناطق الاعمال
كما تناول الوزير الاهمية الاستراتيجية لانشاء مناطق الاعمال التكنولوجية في مصر والتي تهدف إلي توفير مناخ متكامل وبيئة مواتية لتنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ووضع مصر في المقدمة علي الخريطة العالمية لتقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات‏,‏ سعيا لتعزيز قدرة الاقتصاد القومي لتوفير فرص عمل متميزة وزيادة الدخول لرفع مستوي المعيشة من خلال زيادة معدلات الاستثمار الوطني والاجنبي وزيادة معدلات التصدير والنفاذ إلي الأسواق الخارجية‏,‏ حيث تشمل الخطة نشر مناطق الاعمال التكنولوجية في محافظات مصر خاصة المحافظات التي يتوافر بها خريجون في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات‏,‏ وتمتلك البنية التحتية التي يتوافر بها خطوط الربط والانترنت فائق السرعة ويتوافر به فروع لمعهد تكنولوجيا المعلومات وهي الاسكندرية وأسيوط والمنصورة‏.‏

وأشار وزير الاتصالات إلي ان انشاء هذه المنطقة الاستثمارية التكنولوجية في جنوب شرق القاهرة في المعادي جاء ليتكامل مع المشروع العملاق القرية الذكية في غرب القاهرة‏,‏ والذي اسسه الدكتور أحمد نظيف عام‏2001,‏ والتي جذبت إليها كبري الشركات العالمية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات‏,‏ حيث أصبحت القرية الذكية بالفعل رمزا لمناطق الاعمال التكنولوجية في مصر وعلي مستوي الشرق الأوسط‏.‏

كما أشار وزير الاتصالات إلي أن تنفيذ مناطق الاعمال التكنولوجية يتم من خلال الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص وشركات الاستثمار حيث قامت وزارة الاتصالات بإعداد البنية الأساسية والمرافق للمنطقة التكنولوجية علي مساحة‏75‏ فدانا وبناء المرحلة الاولي بتكلفة اجمالية‏170‏ مليون جنيه بينما يتولي القطاع الخاص انشاء المباني المجهزة لتصدير الخدمات التكنولوجية في المراحل التالية بتكلفة تتعدي أربعة مليارات جنيه حتي اكتمال انشاء المنطقة التكنولوجية عام‏2015‏ وتأجير المساحات المجهزة لشركات تصدير الخدمات التكنولوجية باسعار تنافسية مع الهند والفلبين وماليزيا ورومانيا وغيرها من الدول التي تنافس مصر في مجال تصدير الخدمات التكنولوجية للأسواق العالمية‏.‏

حزمة متكاملة
وأضاف الدكتور طارق كامل أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تقدم حزمة متكاملة من الحوافز من خلال هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ايتيدا لدعم الشركات المصرية والشركات العالمية التي تعمل في صناعة التعهيد لتصدير خدماتها من تكنولوجيا المعلومات‏,‏ حيث تسهم ايتيدا بنسبة‏80%‏ من تكاليف تدريب الكوادر البشرية من خريجي الجامعات المصرية لتأهيلهم علي برامج الاتصالات بالعالم الخارجي‏,‏ ومهارات التعدد اللغوي‏,‏ كما توفر مساحات للتأجير للشركات المصرية العالمية العاملة في هذه الصناعة من خلال انشاء مناطق الأعمال التكنولوجية المجهزة بأسعار تنافسية‏,‏ كما تسهم في تكلفة الاتصالات الدولية بأحدث التكنولوجيات وبالأسعار التنافسية‏,‏ وتقدم حوافز مادية لدعم صادرات الشركات المصرية التي تنمو في صناعة تصدير الخدمات التكنولوجية‏,‏ حيث تنمو هذه الأسواق في الولايات المتحدة وأوروبا بنسب تتزايد عن‏20%‏ سنويا رغم الأزمة العالمية‏.‏

كما أكد الدكتور طارق كامل علي أن مصر قد أصبحت من أفضل خمسة دول واعدة في صناعة تعهيد خدمات تكنولوجيا المعلومات علي مستوي العالم بالاضافة للهند وماليزيا والفلبين وتايلاند وغيرها‏,‏ وذلك ما أقرت به أحدث التقارير الدولية المتخصصة التي تتابع مؤشرات هذه الصناعة عن كثب‏,‏ وذلك بفضل عدد من المميزات التنافسية التي جذبت عدد كبير من الشركات والمؤسسات الأجنبية للدخول الي السوق المصري والاستثمار فيه لخدمة عملائها علي مستوي العامل انطلاقا من مصر‏.‏

مشيرا الي ان أهم تلك المميزات تتمثل في توافر البنية الأساسية للاتصالات بأسعار تنافسية من خلال الشركة المصرية للاتصالات وشركات الانترنت والمحمول التي تعتمد علي أحدث التطبيقات التكنولوجية في العالم‏.‏

وتوافر الكوادر البشرية المؤهلة علي أعلي مستوي من خريجي الجامعات لتقديم هذه الخدمات المتميزة حيث يتم تدريب أكثر من عشرين ألف خريج سنويا علي مهارات تكنولوجيا المعلومات المطلوبة‏.‏

والتعدد اللغوي المتقن الذي يتميز به الشباب المصري نتيجة للاتصال بالعالم الخارجي‏,‏ والموقع الاستراتيجي الذي حبا الله به مصر لتقع في قلب العالم ويعتبر التوقيت الزمني الخاص بها في موقع متوسط وقريب من كثير من دول العالم مما يسهل تقديم خدمات التعهيد العابرة للحدود في نفس توقيت ورديات العمل في هذه الدول‏.‏

ووجود الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي الذي تنعم به مصر‏.‏